الألوان والملصقات: دعامة لمقاربة فيلمية من خلال سبع أشرطة قصيرة.

لاث عبد العزيز صالح .

مدخل : تلعب الألوان ادوار شموليا في العملية الإبداعية ، وهي احد الأدوات الأساسية المتحكمة في الكتابة الإبداعية . وهي رابط الموضوع شكلا ومضمونا ، ليتحول اللون من أذات شكلية في البناء النصي إلى ضرورة إبداعية للعمل الفني بالربط مابين المضمون والملصق أو الغلاف ليكون لعنصري ( اللون والملصق أو الغلاف ) عناصر للبناء الفني دراميا وبصمة للخط الفكري لفريق العمل الموقع للعمل سواء كان لوحة تشكيلية او قصة او رواية او مجموعة شعرية.. مسرحية أو شريطا سينمائيا .

وهذه التوصيفات سنحاول أن نطبقها سينمائيا على سبع أشرطة قصيرة والتي قدمت في إطار أيام الشريط القصير في خريبكة من طرف جمعية خريبكة للنادي السينمائي(*)

الشريط القصير : المرحل والتطورات

أ – الظهور والتطورات

عندما عرض أول شريط سينمائي في تاريخ السينما سنة1895 كان قصيرا وبعده قدمت أشرطة قصيرة ومع توالي سنوات تاريخ السينما صار لهذا النوع أشياعه ومحبوه وصار له تحديدات من حيث مدته الزمنية من حيث العرض فالمتعارف عليه يحدد الشريط القصير على انه يبدأ من الدقيقة الواحدة إلى 35 د والشريط المتوسط مابين 35 و60دقيقةوالشريط المطول يتجاوز الساعة إلى أكثر من ساعتين .

ب- إنتاج الشريط القصير:مابين الإلزامية والعرض

بالمغرب ودون الحديث عن مراحل هذا الصنف السينمائي نذهب مباشرة إلى الأسباب المباشرة في ارتفاع عدد الانتاجات السينمائية للفيلم القصير من أهمها :

وعاء العرض الشريط القصير : ونقصد المهرجانات السينمائية الخاصة بالشريط القصير والتي تتكاثر السنة عن الأخرى خصوصا بعدان شكلت لجنة دعم المهرجانات السينمائية سنة2013 ، وبعدما أصدرت الدولة المغربية مرسوم دعم المهرجانات السينمائية ، وقد نذهب ابعد إلى أن هذه المحطات السينمائية تسعى لتشجيع هذا الصنف السينمائي بغض النظر عن الخلفيات التي يختفي حولها بعض منظمي هذه المهرجانات.

الإلزامية أو معبر للحصول على الصفة : الاعتبار الآخر الذي نمى هذا الصنف جاء بعدما فرض إنتاج ثلاث أشرطة سينمائية قصيرة للحصول على “صفة سينمائي ” القرار بغض النظر عما يقوله العديد من المتتبعين فان الشريط القصير هو العتبة الأساسية للدخول لعالم الإخراج السينمائي الأمر الذي خلق تراكمات كمية ونحن هنا لسنا في مقام تقييمها فنيا أو جماليا .

اعتبار آخر وهو ذاتي باعتبار الجمعية سينمائية تعنى بالمنتوج السينمائي تسعى لنشر الثقافة السينمائية بين صفوف المجتمع ومدينة خريبكة تعرف أعداد من هذه التجارب هناك رغبة في إشراك هؤلاء ليعيشوا تجارب الآخرين عبر الشريط القصير ،

وعبر نماذج إبداعات سينمائية من الصنف القصير والتي ستكون محور موضوعنا .

موضوعات سبع أشرطة ومفاتيحها: العنوان والملصق

أ – العنوان : يلعب نفس الدور الذي يقوم به الملصق مع الاختلاف آن العنوان يعمل على التلخيص في كلمة أو بضع كلمات كما أن العنوان يمكن أن يكون في حد ذاته دعامة للتساؤل في حال وضع عنوان غير مباشر وفي الغالب يجد المؤلفون صعوبة في إيجاد العنوان المناسب لعملهم من هنا نجد أنفسنا أمام عناوين بها العنوان الإشكالي والعنوان المباشر : فالبرقية والتي ترتبط بالخبر المستعجل أما ايلي ميلير فهو اسم أو لقب الشخصية الرئيسية وهي عناوين مباشرة أما عندما تسمع الجريسات.. فيمكن إدراجه ضمن العنوان الإشكالي نفس الحكم يمكن قوله حول عناوين الفصول التي جاءت كعناوين لثلاثية عماد بادي اما عنوان اثنان فكان مطابقا للملصق شخصين كل في موضع خاص حسب اختيار المخرج لوضعيهما ضمن النسق الفيلمي .

ب – الملصقات : هي دعامة بصرية وهي مفتاح للدخول للشريط كما أن الملصقات وسيلة تجارية لجلب المشاهد و تجارة فنية والملصق جزء من الموضوع ككل سواء كان ملصقا أو غلاف كتاب أو غيره ومن بين الخرجين المبرمجين ضمن هذه الايام نجد ايقونة السينما الهندية ساتيت جيت راي الذي انطلق في مشواره الفني كمصمم وواضع للملصقات وهي ( الحرفة ) التي يمارسها عدد من الناس بعد التطور الذي عرفته الصورة مع التطورات التي تعيشها العلوم الرقمية ونقصد ، الكرفيزم .

وفي محورنا هذا نجد شريطين من أصل سبعة ملصقاتها غير متوفرة وبالتالي سوف يتم الاعتماد على اللقطات الرئيس لكل شريط :

اقترح لشريط : ” البرقية ” لقطتين واحدة لساعي البريد العسكرية وهو يركز نظره بعيون تائهة نظرات شخصية مضطربة ، وصورة السيدتين وهن يتأملان أفقا مفتوحا على احتمالات غير مرغوب فيها وقد حكمني في اختيار هذه الصور لتكون ملصقا للشريط كملخص او فكرة الرئيس للشريط بناء على موضوعه.

والشريط الثاني الذي لا يتوفر على ملصق خاص فهو: عندما تسمع الجريسات وقد اخترت له لقطة الراقص وهو يلتحف اللون الأحمر ليحيلنا على محور الشريط ” الرقص ” فهذا الرقص الذي تقدمه المخرجة هو دعامة وليس الرقص في ذاته ، الأمر الذي يحيلنا على المقطع الشعري : ليس رقصي بينكم طرب .. فالطير يرقص مذبوحا من شدة الالم .

الشريط الثالث : اميلي ميلير فهو ملصق مشكل من خلفية زرقاء لأربع نساء منهن الشخصية الرئيسة .

الشريط الرابع : اثنان ملصق بخلفية حمراء قاتمة يتضمن نافذة يظهر منها وجه طفل غير واضح وبالسافل ظل بالأبيض لطفل بمستوى اكبر ممن هو في النافذة باعتباره شاهد على شئ ما وما بين الشكلين مسافة وخلف الموجود بالمقابل لنا تحف به أشكال حشائش جافة ، وبعد المشاهدة للشريط سوف يصبح خطاب الملصق مباشر .

الشريط الخامس : أيام صيف طفلة تجلس على الأرض بعيدا عن الفراش الذي يأخذ حيزا من الملصق الطفلة تجلس وهي تطوي رجليها وتضع يديها وسطهما وتنظر جانبا في ترقب لشئ ما ليس كشكل الاضطراب بل انتظار.

الشريط السادس : يوم شتاء مكان نوم ويدين تشعلان شئ دون التمكن من معرفة بوضوح الشئ أو الشخص الذي يقوم بالعملية من يكون ؟ وما هي العملية التي يقوم بها؟ إنها علامات تنكشف بالمشاهدة للشريط ، كخطاب ( إشهاري ) / إيحائي لخطاب أريد له ان يظل متخفي .

الشريط السابع : يوم خريف طفل يحمل أنية لتسخين الماء وهو يخترق فضاء يحيل على الجفاف فالأرض قاحلة وعلى جانبه بئر ماء ، الفضاء كله اتخذ كخلفية للملصق وفضاء يحدد جغرافيا للفضاء الذي تجري فيه الأحداث إنها البادية حيث الجفاف وقسوت المناخ الطفل ينتعل حذاء شتوي والزمن صيف !.

التوظيف اللوني مابين الملصق والمضمون الفلمي

عندما تسمع الجريسات : حول ظاهرة اجتماعية شبه عامة بالمجتمع الأفغاني والإيراني . والمخرجة شابنام زرياب المقيمة بفرنسا قاربت الظاهرة من خلال الشريط الروائي الوثائقي لموضوع يدخل في مجال الطابوهات بهذه المجتمعات ، الموضوع يتعلق ب ” الرجال – النسوانيون ” وهذه الظاهرة تنميها الغرائز الذكورية ذات النزعة الجنسية المثلية ، والجانب الثاني الغير المباشر هو الفقر الذي تعانيه الأسر بهذه المجتمعات والتي هي تعيش ازدواجية سلوكية :

فهي تنمي هذه الظاهرة وفي نفس الوقت تعتبرها سلوكا منحرفا وتحرمها العقيدة – رغما عن ذلك- تتبناها وتقتات منها ووسيلة للاغتناء .والشريط هو دراما اجتماعية مبنية على عنصر الرقص . والرقص الشرقي يعتمد على ملابس شفاف يلبسه الراقص وقد وضفة المخرجة لونين : الأحمر واللون الأصفر ، فاللون الأحمر الذي له إحالات على : الطاقة ، الحرب والقوة والعزم و هو لون جذاب وعند الإنسان : محرك ومنشط للعواطف والحب والرغبة الشديدة لقد وضفة المخرج هذا اللون كلحاف يخفي وجه أنثوي وقد استخدمته صاحبة الفيلم للدلالة على وجود خطر فالصورة التي اخترتها كملصق للشريط تضع عيوننا على علامات الطرق وهو المثلث التي تحيط به خطوط حمراء في علامة انتباه وبجوفها اللون الأصفر .

والأصفر في الثقافة الشرقية للترحيب بعودة او باجتماعهم في منزل وإذا قمنا بربط اللونين الأحمر والأصفر ضمن علامة المرور وربطها بموضوع الشريط فإنها علامة / الألوان تحيل على منطقة خطر ، وبارتفاع منحنى الخط الدرامي للشريط فالوجه الأنثوي سوف يلتحف باللون الصفر والذي سوف يتحول بارتفاع إيقاع الرقص إلى دماء تسيل من وريد الراقص ليمتزج اللون الأصفر / الترحيب وباللون الأحمر وهو الخطر ويتحول الحفل إلى نهاية تركتها المخرجة مفتوحة لأنها لا تملك قرار الحسم في ظاهرة مجتمعية تشمل كافة المتناقضات المجتمعية ؟ وفي الأخير استعير الإطار الذي اشتغل عليه منشط هذا الشريط الأخ عزيز اعليلوش والذي قسم الرقصات إلى : ” … يقرر الراقص بالتضحية بنفسه .. . كما أن وظيفة الرقص و محركا لأحداثه. و قد ميز ثلاثة وضعيات للرقص داخل الفيلم: الأولى رقصة الإكراه، و الثانية رقصة استعادة الجسد ألمغتصب و الثالثة رقصة التخلص من العبودية و الخضوع .

شريط اميلي ميلير: تدور حواراته بأستوديو التصوير السينمائي ، فالمرشحة ( فيرونيكا فاركا ) لتقمص دور في شريط تدخل لإجراء تمرين اختيارها كمشخصة التمرين المعرف ب ” كاستينك –” في المرحلة الأولى تقدم نفسها وعلاقتها بالتشخيص السينمائي بعدها تبدأ المحاورة مابين المسؤول عن اختيار المشخصين والمرشحة من خلال محاورتها عبر محتويات حقيبة نسائية . الحقيبة هي شخصية أو بالأحرى مجموعة شخصيات أبرزتها المرشحة في لعبة كلها مبنية على حقائق هي من وحي خيال المرشحة فهي دخلت إلى الأستوديو دون حقيبة يدوية فكل ما قالته هي أشياء من وحي اللحظة ، كانت تحاور محتويات الحقيبة على أنها في ملكها وان لها علاقة تربطها بها علاقات حميمية عاطفية شخصية ..إنها الحقائق التي يمكن أن تبتدع بناء على اللحظة .

وعلاقة باللون فالشريط بالأبيض والأسود وملامستنا للون في علاقته بالموضع نحاول ان نجد لها علاقة فلون الملصق الأزرق والذي له درجات والأزرق من الألوان الباردة التي تحيل على الصفاء ، ويقلل الهياج والثورة يحيل على المشاعر الحساسة وعلى الطبائع الحيوية ، من نعطيهم هذا اللون نريدهم أن يجمعوا الصفات التي ذكرناها ،هم شخصيات جادة ويكونوا ذوي الحساسية الصافية المميزة بالغموض والغوص في الأفكار الفلسفية وهذه الصفات وظفها المخرج من خلال شخصيته فقد كانت طليقة مرحة تفعل كل ما يمكن لتشد محاورها فلون الأزرق إسقاطه على مضمون الشريط يعطينا شخصية ذات ثقة بنفسها وتملك ذكاء ولها سلطة تسيطر على محاورها فكسبة المخرج كما كسبتنا نحن كمشاهدين وقد لخص هذه الخصال منشط الشريط الأخ عبد الله المركي من خلال : ” قوة وبلاغة الحوار الذي يدعو المتلقي للتأمل.
ثم الكاريزما الأنثوية للممثلة “فيرونيكا فاركا” وحضورها القوي فالمخرج ركز على نظرات وحركات وابتسامة الممثلة.كما أن الهدف الذي يريده هو خداع ليوضح قدرة السينما على تمرير الصور الخطابات في غفلة من المشاهد ” .

البرقية للمخرجة الفرنسية كورالي قارجا التي اقترحت موضوع محاورات للحرب من داخل قرية كل علامات الفقر والتهميش بادية عليها حتى شخصياتها : سيدتين من طبقتين مختلفتين يلتقين لمؤانسة بعضيهما ومحاربة الفراغ القاتل الناتج عن وضع الحرب ورعابه فالأبناء بالجبهة . النسوة ينتظرن الخبر الذي يقظ مضجعهن وصار ألما دائما في حياتهن ، إن الخوف من الموت وفقدان الابن والالتجاء إلى كل التضرعات لإبعاد الأخبار الغير السارة القادمة من الجبهة الكل يبعده عن نفسه ويتمناه لغيره . إنها طبائع إنسانية كونيا بغض النظر عن الموقع الاجتماعي أو الجغرافي. وبذلك تقربنا السينما من الشعوب وتكشف عن قيمها ومسلكياتها المتخفية باعتبارها أسرار لن يكشفها إلا السينمائيات والسينمائيون الواعدون لقد عودنا الإعلام النمطي على مثل هذه المسلكيات فقط بالمجتمعات ( المتخلفة ) والمجتمعات التي تعيش الرفاهية فهي لا تتمنى لغيرها الشر .

وقد وجب الإشارة إلى هذا الهامش للتأكيد ان السينما قادرة على كشف العلاقات الإنسانية في صفائها كسلوك إنساني طاهر من الايديلوجيات . وإذا ما حاولت إسقاط اللون على مضمون الشريط بناء على اللقطات التي اخترتها لتكون كملصقات للشريط فيغلب عليها اللون البني نجده يحيل على الواجب والمسؤولية صفتين : نجدهما بشريط البرقية فالوطن يعيش حربا والقرية فارغة من سكانها كشعور بالمسؤولية التي تظهر بخطوات ساعي البريد العسكري وهو يجر رجليه المعطوبة في حرب والواجب يحتم عليه توزيع أخبار الحرب للناس المنتشرين في القرى كما أن اللون البني يميل إلى التفتيش في عيون الآخرين فالشخصيات الثلاث بالشريط : سيدتين وساعي البريد العسكري عيونهم تظهر وهي في حيرة من نفسها بشكل متساوي رغم الاختلاف في سلا ليم المجتمع لشخصيات الشريط.

اثنان للمخرج الهندي ساتيا جيت راي اثنان رقم شخصين اثنان وضعان مختلفان هما طفلان من فئتين اجتماعيتين مختلفتين ، يتحاوران / يتنافسان عبر ألعابهما بالحركة دون الحوار .كانت اللقطة التي افتتح بها المخرج من الأعلى للأسفل ليظهر الطفل الغني أعلى الشرفة ، ويقوم بجولة بالشقة وتستعرض الكاميرا مكونات الشقة والعاب الطفل وهي اليكترونية تحيل لوضعه الاجتماعي ، فيما الطفل الآخر والذي يظهر أسفل النافذة فانه يستعمل آليات يدوية تقليدية . والحوار بينهما خفيا غير منطوق ، فالا شارت والأدوات بينهما كافية لترجمة الحوار الغير المنطوق ،تمنح للمشاهد حرية اختيار العبارات المناسبةحسب رغباته وقناعاته والتي يوجهها سلم اللقطات المستعملة من طرف المخرج ليحددها في جولات المواجهة التي كانت على أربع مراحل : الناي/الطبل /أدوات القتال / الورقة الطائرة .ليتبين في الأخير أن هناك انتصار غير محسوم في أمره بين الطفلين .

ثلاتيت عماد بادي : أيام الصيف وأيام الشتاء وأيام خريف . اللون المهيمن عليها هو اللون البني وهو لون يحيل على الرغبة التي لذا الشخصيات في البحث في عيون الاخرين ، واللون يعطي انطباعا بالشح في وضعيات ” سيزيفية ” تفسرها جمل الحوارات المقتضبة والغير مكتملة أي أنها تؤدي معاني مباشر وأخرى مغلفة بمعاني تدعوا المتلقي للتفاعل معها

في الشريط الأول يوم صيف ( 2015 ) يرتكز محورها حول تلبية طلب الأخت الراغبة في توفير مروحة بعدما صار أمر إعادة تشغيل المروحة المتوفرة غير ممكن . إنها عائلة فقيرة تتكون من أم أرملة وابنها المشتغل في فرن والطفلة كل شئ في البيت متواضع تواضع الافرشة الأرضية ، وبعد محاولات إصلاح المروحة يمارس الأخ عملا إضافيا لتوفير المبلغ إلا أن باب المنزل قد أصبح في حاجة للإصلاح فابتلع المبلغ الإضافي فقام الأخ بمحاولة جديدة لإصلاح المروحة الأمر الذي أعطى نتيجة ايجابية ولكن ضاعت . فلم يتحقق حلم الحصول على مروحة .

شريط يوم شتاء(2016) عائلة فحام تقطن بسكن غير مكتمل البناء وتسرب الماء يخلق للجيران متاعب . الأب يبيع الفحم داخل المسكن ، الابن له دراجة يذهب بها للمدرسة ، الحذاء القديم لن يلمع رغم كافة المحاولات التي يقوم بها الأب ، الفحم لم يشتعل رغم المحاولات اليائسة ، شكاوي الناس من تسربات الماء وحلها دون جدوى رغم بيع درجة الابن ، فالمبلغ لم يكن كافي لتغطية المصاريف ، الكؤوس المراهن عليها للحصول على المبلغ المتبقي للإصلاح سوف تضيع . لن يصلح الشق، وإصرار الأب على إشعال الفحم لم يكن إلا عبر خيط دخان ينبعث في النهاية.

يوم خريف(2017) تنفتح اللقطة الأولى على جثة ممددة. يغطيها رجل ويحضر آخر سطلين من الماء. يخرج طفل من الباب وهو يحمل اناء في محاولة منه لإحضار ماء ساخن لتغسيل الميت . يقطع الطفل مسافة تجمع تلين بمنحدرواسفله يوجد بئر. الطفل يمشي بطريق طويل وعلى جنيات الطريق حقول جافة . يطلب الماء الساخن من أول مسكن يصله لكن دون جدوى ، وبضيعة يكون رجل يخرج بقرته لتلقيحها من عجل الرجل يأمره بالانتظار إلى حين عودته . تظهر امرأة فتتطوع لإعطائه الماء الساخن الذي سيضيع الطفل بعدما سقط وهو في طريق العودة فيحاول الطفل مجددا إحضار الماء الساخن، إلا انه بمجرد وصوله يكون الجثمان قد اخرج نحو المقبرة للدفن . ويعود الطفل لنفس الباب وهو منتكس الرأس .

ولختام البدء، أقول أن هذه الأيام جاءت من اجل زرع أفكار إبداعية للشباب المقبلين على التعبير سينمائيا فهل تحقق هذا الهدف ؟

كما أن الرهان كذلك ليشترك جميع الفاعلين السينمائيين محليا بمن فيهم منظمو مهرجانات السينما ومؤطري السينما جماهيريا ومؤسساتيا فماذا تحقق من كل ذالك بعد هذه الأيام

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط