الكاشف والخفي في رسائل البام إلى الفاعل الأمازيغي

على إيقاع احتدام التنافس على الظفر بمقعد الأمين العام، وفي خضم مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة التي تجري أطواره بالجديدة ابتداء من يومه الجمعة إلى غاية يوم الأحد المقبل، يُطرح على طاولة نقاش المؤتمرين، ملف الأمازيغية الذي تتقاذفه مستجدات سياسية فرضها ظهور جبهة العمل السياسي الأمازيغي، قلبت ترتيبات الأحزاب بشأن الأمازيغية رأسا على عقب، وأعادت إلى الواجهة سؤال العمل السياسي في خطاب الفاعل الأمازيغي.

البام، الذي يسعى إلى اجتراح مشروعية مزيدة، يطرح ورقة تَأَبُّطِ الأمازيغية وجعلها مِهْمَازاً لشغل الساحة السياسية، في ظل وضع تنظيمي مُشْرَعٍ على كل الاحتمالات. ذلك ما تكشف عنه الورقة السياسية المقدمة للمؤتمر، والتي تَثْوِي في تَضاعِيفِها رسائل أُريدَ لها أن تطرق باب الفاعل الأمازيغي المشرئب إلى أفق العمل السياسي.

الرسالة الأولى: الأمازيغية ركيزة من ركائز النموذج التنموي المنشود

هل يمكن القول بأن الدولة التقطت سَبْقَ البام إلى طرح ضرورة بناء براديغم جديد لنموذج تنموي مغربي ذاتَ أبريل من سنة 2014، لِيَتَصَادَى خطاب العرش مع طروحات الحزب، وتتمخض عنه لجنة بنموسى بعد مُضي خمس سنوات من نداء البام؟.

بنموسى نفسه الذي ارتبط اسمه أمازيغيا ب”بالحل والإبطال”، حتى باتت مرحلته موسومة بمرحلة بنموسى-غيت، سيواجَه كمن أَسْقِطَ في يده بتنصيص الورقة السياسية للبام على أن “الأمازيغية ثابت لا يمكن القفز عليه في أي تغيير يقوي الذات المغربية أمام التجاذبات والمتغيرات التي يعرفها العالم من حولنا”، وهو رد قوي على لجنة بنموسى التي اختارت صم الآذان عن الحركة الأمازيغية وبرامجها، وهي التي لم تكلف نفسها حتى عناء الجلوس على طاولة الحوار مع الطيف المدني المنحدر منها.

الرسالة الثانية: مركزيـة الأمازيغيـة

المغاربة ضحية مفهوم شائع وعامي للهوية فرض نفسه حتى على واضعي دستور 2011 عندما نصّ على أن الهوية المغربية تتشكّل من عدة مكونات وروافد، ألا يكون البام قد وُفّق فيما في فكّ ارتباط الهوية بالمضامين العرقية والشخصية التي تختزل فيها، وخلصتها بالتالي من التصور العامّي السائد حوله في المغرب، حيث جاء في ذات الورقة السياسية “الانطلاق مـن مركزيـة الأمازيغيـة في تحديـد الهويـة الوطنيـة المغربيـة المسـتوعبة للتأثـيرات الثقافيـة الإفريقيـة والعربيـة والعبريـة والمتوسـطية”؟.

الرسالة الثالثة: الأمازيغيـة لغـة رسـمية للدولـة

بضربة لاَزِب قفزت ورقة البام على مقتضى رئيس ثَاوٍ في الفصل الخامس من الدستور ينص على أنه “تعد الامازيغية ايضا لغة رسمية للدولة”، حين تحدثت الورقة السياسية على “أن الأمازيغيـة لغـة رسـمية للدولـة المغربيـة ” وكفى.

هل يعود البام القهقرى إلى التذكير بما كرسه الدستور من اقصاء للامازيغية وسمو المكون العربي على المكون الامازيغي بالرغم من المقتضيات الايجابية للأمازيغية؟، فأراد مداواة مساويء الربط المغرض للمكون العربي بالمكون الاسلامي بشكل يوحي أن كل ما هو عربي فهو إسلامي و أن كل ما هو أمازيغي أو صحراوي حساني فهو غير ذلك، والفصل بين المكون العربي من جهة والمكون الصحراوي الحساني من جهة أخرى وكأن هذا الاخير ليس عربيا.

هل يسعى البام إلى مصالحة الأمازيغ بورقة محو تكريس النظرة الدونية للأمازيغية، والدفع بتسبيق المكون الامازيغي على المكون العربي انسجاما مع درجة التجذر التاريخي لكل مكون، ومع الارادة السياسية الهادفة الى إعادة الاعتبار للأمازيغية؟

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط