المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان ،إكتظاظ فوضى وخدمات رديئة

في الوقت الذي كانت أنظار فعاليات المدينة ومواطنيها ،تترقب حدوث تغيير إيجابي بالمستشفى ،على إثر تعيين مدير جديد ” الاكرمي ” ،تفاجئ الكل بتردي الأوضاع بالمنشأة الصحية نحو الاسوء، حتى أضحت بناية يتجمع فيها المرضى كل يوم ،لتجاذب أطراف الحديث ،حديث المرض وأعراضه وتداعياته .

ويعرف المستشفى ،ككل بزوغ شمس يوم جديد ،اكتظاظ كبير وفوضى عارمة وضجيج صاخب ،للمرضى وعائلاتهم ، الدين أعياهم الانتظار لعدة شهور، للظفر بلقاء طبيب ، قسمات وجوههم توحي بطلب النجدة والمساعدة ، فمنهم من إتخذ حديقة المستشفى للاسترخاء أو النوم ،ومنهم من قصد كرها المقهيين المتواجدين بالمستشفى ،الممتلئتين عن أخرهما بالزبائن ،وكان المكان فضاء سياحي وليس المستشفى ، الذي أصبح عاجزا عن تقديم خدمات في المستوى المطلوب .

فبعدما أغلقت جل الأبواب في وجه مرتادي المستشفى ومرتفقيهم ، بوضع حراس لا شغل لهم، إلا منع المرضى من الولوج بشكل سهل وسلس، مما يسبب اشتباكات واحتكاكات دائمة ومتعددة ، يتطاول فيها الحراس على إختصاصات الطبيب والممرض والتقني والموظف ، حيث يقوم هؤلاء الحراس ، أغلبهم أميون لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ، بالاطلاع على وصفات الأطباء والكشوفات الطبية ،من تحاليل وتقارير وصور الراديو وغيرها ، ليوهموا المرضى بأنهم مسؤولون بالمستشفى ،ويمكنهم التدخل لصالحهم ،قصد تغيير أو تقريب موعد الفحص ،أو التسجيل من جديد ، والخطير أن هؤلاء الحراس يلجون قاعات العلاج وقاعات العمليات الجراحية، بأحذيتهم ولباسهم المتسخ ،الذي يحمل العديد من المكروبات لغرف مفروض فيها التعقيم الكامل ،والاحتراس الكبير من إجتياح أنواع من الفيروسات والبكتيرية لجسم المريض .

وهكذا ،أصبحت خدمات المستشفى رذيئة وهزيلة ، في ظل نقص حاد في الأطر الطبية ،وخصاص في القاعات المتعلقة بالعلاج ،وقاعات العمليات الجراحية ، يوجد فقط قاعتين وأخرى للمستعجلات ، ونقص مهول في مواد التخدير والإنعاش وبعض الأدوية ، إنها معانات يومية لمواطنين اضطرتهم الحاجة والفقر لولوج المستشفى ، راغبين ومتمنين العلاج والتخفيف من الألم .

واقع مرير يمر به المواطنين بالمستشفى ،الذي يستقبل سكان العديد من العمالات كشفشاون والعرائش ووزان والمضيق الفنيدق وطنجة وتاونات وغيرها ،مشاكل جامة كبيرة ومتعددة ،لا تستأثر باهتمام وزارة الصحة ولا المديرية الجهويىة ولا الإقليمية ،ولا مدير المستشفى، الذي يبدو ‘نه مشغول بمهمته السابقة كطبيب جراحة الأطفال ، وليس بينه وبين تسيير المؤسسات الطبية إلا الخير والإحسان ،علما أن بعض الأطباء بالقطاع العام يفكرون في المغادرة الطوعية بعد مصادقة وزارة الصحة على طلبهم أو التوجه إلى المحكمة للبث في طلباتهم.

ويبقى السؤال العريض هل يعلم والي جهة طنجة تطوان الحسيمة وعامل تطوان بواقع المستشفى ،وهل يتخذ المسؤولان إجراءات زجرية وتغيير جذري في مسؤولي المستشفى، وهل وزارة الصحة على علم بدلك ،أسئلة نريد لها جواب آني وعاجل، لما لصحة الإنسان من أولوية قصوى واهتمام بالغ لملك المغرب نصره الله

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط