رسالة أمازيغية مفتوحة إلى حضرة المندوب السامي المغربي أحمد الحليمي

من رئيس جمعية تيفاوت إحلوشن
للثقافة والتنمية الاجتماعية

إلى السيد أحمد الحليمي

المندوب السامي للتخطيط الرباط

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أعاننا الله وإياكم في خدمة مصلحة هذا الشعب بما يرضي الله ويصبو إليه عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس أيده الله.

وبعد

سيدي الفاضل أسألكم من باب الفضول هل حضرتكم مكلفا بتوثيق العد وإلإحصاءات أم مختصا في دراسة الانتخاب والإستفتاءات؟ وحتى وإن سلمنا أنه كذلك فالمعرف عليه أن لهذا النعت والتنصيب شروط أخلاقية ومستلزمات تشريعية وقانونية تتحكم فيه وهنا يراودنا السؤال التالي من قلدكم هذا المنصب المواطنون الناخبون أم جهات خارجية أممية ودولية؟

وهنا أبدأ تساؤلاتي الافتراضية من شدة توتري على مستقبل بلدي وخوفي الممزوج بغيرتي على أمازغيتي ووطنيتي،فكيف بالله لموظف حكومي سامي في منصبكم يتقلد هموم الشعب ويسمى باسمه كما أنه من واجبه الدفاع عنه والحرص على استقراره وأمنه ،أن يصبح أداة حرب تحصد كل ما وصل إليه هذا البلد الأمين من سلم وأمن وأمان يتقاسمه مواطنوه ويعيشه جميع أطيافه؟

كيف بشخص بموقع شخصكم يقدم عن قصد أو عن دون قصد على تهديد الأمن القومي واستقرار البلاد لقتل سمات التعايش وحسن الجوار التاريخي الذي يعرفه كل المواطنين المغاربة على اختلاف مشاربهم وتنوع عرقيتهم وهويتهم وتباين لهجاتهم وألسنتهم؟.

في حين لم نكد نصدق بعد ما وصل إليه إخواننا الأمازيغ من الارتياح والطمأنينة التي أتت بعد جهد جهيد وعذاب مئات السنين أو ما يزيد تكبدوا فيها مختلف أنواع التعذيب والتقتيل النفسي من جيل إلى جيل إلى أن انتهت بصدور الدستور المغربي الأخير،حتى علمنا من عدة مواقع إلكترونية وعلى رأسها موقع هسبريس أنكم تخططون سيدي لهجوم استقصائي للمساس بالثقافة الأمازيغية وإدراج “الحرف الأمازيغي تيفناغ” للإستفتاء العام مستقبلا وهذا ما سيحيي نعرات تلك الحروب التاريخية والمعاصرة ويفتح جروح الأمس التي لم تبرأ بعد.

لا أظن أن غالبية الجمعيات المدنية أو البرلمان المغربي كان سيشاطركم الرأي عما ستقدمون عليه نظرا لذكريات ليست بالبعيدة حركت الساحة برمتها ابتدأت من الحراك الشعبي وانتهت بقبة البرلمان الذي أجبر المشرع على الاعتراف بحقوق الأمازيغ سكان المغرب الأولون بما في ذلك اللغة والهوية والتراث الأمازيغي الأصيل.

كما لا أعتقد أنكم فكرتم جيدا سيدي الفاضل في العواقب الوخيمة التي ستنتج عن فتح هذا الملف الذي يعد بمثابة روح فئة مجتمعية لا تتنفس إلا به ولا تعيش بعيدا عنه قيد أنملة فهل أنتم واعون بأضرار ذلك سيدي؟

لقد تعودنا على امتصاص المضض وتطبعنا على الاتعاظ بالنوازل والوقائع لكننا تعلمنا أن حقنا في الحياة الكريمة والعيش بين جنبات هذا الوطن حق ضمنته الرسالات السماوية قبل أن تفرضه الدساتير الأرضية لذا فهذا حقنا ومن واجبنا الدود عليه حتى نحافظ على استقرارنا واطمئناننا.فلا نكترث قط للحملات الطائفية ولا نلتفت للنعرات الأمازيغفوبية التي تسعى لتشتيت هذه الأمة وتفريق المواطنة بالضرب على أوتار العرقية والقبائلية والدين.

فهذا الحرف الأمازيغي هو من تراث هذا البلد وكل بلد لا يتقدم إلا بتراثه وإرثه الثقافي وهذا ما أعاد إليه الاعتبار باعتراف الأحزاب وموافقة جلالة الملك وصياغة فصول في الدستور المغربي الحالي،وأعتقد جازما أن وضع أصبعكم للضغط عن زر الخطر ستفتحون به أبوابا لا حصرة لها من المطالب التي ما زال يتضرر منها المواطن المغربي.

وبنا على كل هذا وغيره أستوقفكم حول النقط التالية قبل الشروع في مشروعكم الهدام إن صحت الرواية:

1) لماذا لا يعارض المسؤولون في المغرب جلالة الملك إلا في الملفات الأمازيغية ( كالحرف ، الرموز الأمازيغية،المعتقلين السياسيين إلخ…) أليس الأمازيغ مواطنين ورعايا مغاربة تجري عليهم المساطر الوطنية.

2) سيسجل التاريخ أن الأمازيغ لم يفتحوا باب أي فتنة ولم يكونوا قط وراء ما سيحدث لا قدر الله بل يحملونكم شخصيا ويحملون كل من يقف وراء إثارة هذا الملف الشائك المسؤولية الكاملة.

3 ) سيشهد التاريخ انه مادام السيد أحمد الحليمي قد فتح أبواب الاستفتاء حول”الحرف الامازيغي” فيصبح من حق كل مواطن مغربي المطالبة باستفتاء مماثل في عدة قضايا وطنية نذكر منها للخصر لا للحصر ما يلي:

4)قضية الصحراء وكيفية معالجتها ،
5)نوعية الحكم السياسي بالمغرب،
6)التعامل مع اللغة العربية كلغة الدين أم لغة التسيير المؤسساتي والشؤون الإدارية،
7) دين الدولة

8)إسترجاع أملاك الدولة والسلالات والقبائل مثل جنوب إفريقيا للصالح العام ،
9)المطالبة بتشريعات تحرم كل من له جنسية أخرى أو متزوجا بغير المغربية أن يسير الشأن العام كيفما كان أو أن يستغل ثروات وخيرات البلاد.

في انتظار ردود الجمعيات المدنية ذات الاختصاص في هذا الملف الوطني لمعرفة صيغة العمل المشترك ومواجهة هذا الموقف الطارئ نأمل منكم سيدي التريث والتفكير في مجرى هذا الاستفتاء الذي سيضر بفئة عريضة من المجتمع المغربي الذي لا يتحمل التفرقة ولا يستقر للشتات وهو يمتطي المركب الديمقراطي والتنمية في بحر الأصالة والمعاصرة الذي انتهجه المغرب ملكا وشعبا باختلاف أطيافه ومكوناته كباقي دول العالم النامية.

وفي الختام آمل أن لا أكون قد ضايقتكم سيدي المندوب المحترم برسالتي هاته بقدر ما كنت أسعى لإيصال صوت أمازيغي إلى مسامعكم ذنبه الوحيد أنه يخاف على هذا الصوت من الإستئصال والاندثار.

عفوا على الإطالة وتقبلوا سيدي الفاضل أسمى عبارات التقدير والاحترام،والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

بومليك سعيد

فاعل جمعوي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط